في غفوة الزمن ظننت يوما أن أصحاب تلك الأقلام ماتوا من زمن بعيد، حين دفنت ماتبقى من جنوني في مقابر الذاكرة ..
في دروب اندثرت منها أثار خطواتي وبقي وقع أقدامهم يطرق جدران قلبي مع كل نبضة ..
نثرت على قبورهم تراب الحرمان و أخفيت صورهم في حقائب النسيان و أودعتها رفوف الوجع ..
حتى تلك الأجراس التي كانت تحدث ضجيجا كلما مروا بها أصابها الصدأ ، وأصبح ماتبقى منها مجرد صفير في فتحات القلوب ..
وأصبحت حقول الورود ،وعقود الفل ،وسنابل المرح هشيما تذروه الرياح ..
ظننتهم رحلوا الى حيث لا أراهم و لا أشعر بهم ..
سخرت من ذاكرتي فسقتني كأس الأشتياق وجرعتني أقداح اللوعة والفراق ..
مارحلوا عن فؤادي و لاخفت وهج بريقهم .. و لا اختفت يوماً رائحة عطرهم ..
و لا ذابت ملامح وجوههم في فنجان قهوة المساء .. ولافي محيط أزرق الألوان ..
تعثرت ببقايا بخور تركوه لي قبل الرحيل .. انتعشت ذاكرتي بعبقهم .. بشهد أشواقهم..بهمسات عشقهم و لمسات جنونهم ..
أدركت أني بهم أكون وبدونهم ينحني الجنون
وتدوي أجراس الوجع ..
المغتربه
المغتربه
No comments:
Post a Comment