Tuesday, 10 March 2015

رصيف الغرباء



يا لِلذاكرَة التي بللَها مطرُ تلك الليلة ولفها ضبابٌ فاخر
تتخللهُ أبخرة المداخنِ القرميدية ..
كل رصيفٍ في تلك البلدة كان ينتحبُ بطريقة يعشقها الغرباء،


 ويجدوا في أنينهِ صدىً يعكسُ غربتَهم، وشاهداً على دموعٍ تناثرت لتروي ظمأ الوجع ولوعةَ الفراق ..
في مثلِ هذا اليوم قبل أربعةَ عشر عاماً ..
كانت سماءك تمطرُ مثل الليلة ،


وشوارعك المظلمة تداعبها إضاءةٌ صامتة..
كنت ُ أحمل مظلتي بأصابع مرتجفة ،وأضم معطفي علني أجد بين حناياهُ دفءَ الوطن


 فلا أجد سوى الصقيع ..
في مثل هذا اليوم فهمتُ أبجدية الإشتياق وأجدت الغناء على شرفة الإنتظار ..
و أيقنت أنك أيتها الغربة .. وطنَ من لا وطنَ له .

في ذكرى أول ليلة لي على أرصفة لندن .

المغتربه

No comments: